الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث خاص: أخبار الجمهورية تكشف حقيقة القناصة السويديين

نشر في  14 ماي 2014  (11:24)

 لازال حبر كثير يسال حول حقيقة القناصة السويديين الذين تم القبض عليهم مساء يوم الاحد 16جانفي 2011 غير بعيد عن شارع الحبيب بورقيبة وعلى بعد أمتار قليلة من مقر الحزب الديمقراطي التقدمي حينما كان الرصاص يلعلع في سماء العاصمة وحالة من الخوف والفوضى تسود البلاد،ففي بعض المنابر الإعلامية والمواقع الاجتماعية أيضا مازال كثيرون يصرون على أن من تم القبض عليهم حينها لم يكونوا سوى قناصة من جنسيات أوروبية تم التستر عليهم من طرف وزارة الداخلية ووقع تهريبهم خارج البلاد.
أخبار الجمهورية حاولت البحث عن حقيقة هؤلاء القناصة المفترضين وجنسياتهم فكان هذا التحقيق.


الرواية الأولى ..

مساء يوم الأحد 16جانفي 2011 كانت العاصمة تعيش على وقع الخوف والحديث المتداول هو وجود قناصة يطلقون النار من فوق بعض الأسطح غير البعيدة عن شارع الحبيب بورقيبة، وفجأة تم إيقاف سيارة تاكسي يمتطيها سواح أجانب تمت  محاصرتها من طرف مواطنين قاموا بإنزالهم وتفتيش السيارة ليتم العثور على أسلحة فثارت ثائرتهم وصاحوا «قناصة» قناصة»وانهالوا عليهم ضربا إلى حين وصول أعوان الامن والجيش اللذان كانا يرابطان في مكان غير بعيد عن المكان، بعدها بدقائق تم الإعلان عن القبض عن مجموعة من القناصة حسب تصريح أحد العسكريين،وهو تصريح سيعزز الشكوك بعد ذلك التي تتواصل إلى حد الان .
يتسائل كثيرون عن سر تواجد هؤلاء الصيادين إن اتفقنا جدلا أنهم كذلك وعمن سمح لهم بالدخول في ذلك التوقيت والبلاد تعيش ثورة عارمة فترة وقع فيها حرق للمقرات الأمنية وانتشارللسلاح والقنص والأخطر من ذلك من سمح لهم ومنحهم رخصا الصيد في ذاك التوقيت؟لكن بحثنا عن هويتهم كشف لنا بعض الحقائق الخفية التي ربما غابت عن وسائل الإعلام باعتبار أن الصيادين والذي تبين لنا أن عددهم 12صيادا كلهم من ذوي الجنسية السويدية كانوا قد حلوا ببلادنا منذ بداية شهر ديسمبر 2010.

ضابط عسكري يؤكد القبض على قناصة ألمان

صرح أحد الضباط العسكريين في إحدى القنوات التلفزية   أنهم تمكنوا من القبض على 4 قناصة من ذوي الجنسية الألمانية يمتطون سيارة أجرة... هذا الخبر الذي لا احد إلى الان يعلم مدى مصداقيته، لكن البعض يؤكد على أن الضابط تسرع في نشر هذا الخبر وأن الحقيقة غير ذلك لأن ما حدث حينها هو اشتباه بعض المواطنين في إحدى سيارات التاكسي التي كانت تحمل 4أجانب فقاموا بإ يقافها وبتفتيشها تم العثور على أسلحة نارية  فصاحوا واستنجدوا بأعوان الأمن والجيش لكن قبل ذلك قاموا بالاعتداء عليهم وطرحهم أرضا وهو ما يوثقه أحد أشرطة الفيديو .ماحدث بعد ذلك هو أن أعوان من الجيش الوطني قاموا بنقل السياح وإسعافهم بأحد النزل وهناك وقع التثبت في هوياتهم وتراخيص الصيد التي كانوا يحملونها وتاريخ دخولهم للبلاد حيث تبين أنهم موجودون في تونس منذ بداية شهر ديسمبر 2010. فتم الاعتذار لهم وإعادتهم إلى الفندق في انتظار عودتهم إلى المطار من جديد والانطلاق إلى زوريخ ومنها إلى العاصمة السويدسة ستوكهولم.

القناصة جاؤوا في رحلة صيد

يملك السويدي إيريك اشركرايدت صحبة زوجته وكالة أسفار متخصصة في رحلات  الصيد حيث يقومون بتنظيم رحلات لصيد الخنزير في تونس وفي عدة دول أخرى .وحسب ما تحصلنا عليه من معلومات فإن هذا الفريق تعود على المجيء إلى تونس لصيد الخنزير وكان يقيم منذ بداية شهر ديسمبر بأحد النزل بمدينة سبيطلة,وبعد الأحداث التي شهدتها البلاد لم يتسن لهم العودة إلى تونس العاصمة إلا بشق الأنفس وهناك استقروا بأحد النزل في انتظار عودتهم لبلادهم ويوم الأحد المذكور تعذر عليهم الوصول إلى المطار عبر سيارات الاجرة نظرا لكثرة» براجات» الحراسة.

إيريك يروي تفاصيل الحكاية

غير بعيد عن شارع الحبيب بورقيبة تم الاعتداء على إيريك ورفاقه الثلاثة من طرف بعض المواطنين،يقول إيرك لوكالة رويترز «لم نفهم شيئا كنا في ذهول تام في حبن كان الجميع يصرخ بعبارات محلية لم نفهم شيئا ثم بدأوا في إخراجنا من سيارة الأجرة التي تعرض سائقها أيضا للضرب واللكم،إلى أن حل أعوان الامن والجيش الذين بدأوا في تفريق الناس عنا وقاموا بإنقاذنا منهم بشق الأنفس « ويمضي قائلا «بصراحة تلقينا منهم معاملة حسنة وقامت فرقة من الجيش كانت ترابط بشارع بورقيبة من تقديم الإسعافات الأولية لنا».

الصحافة السويدية وحكاية القناصة

تصفحنا تقريبا جل الصحف السويدية الصادرة في تلك الفترة وكلها كانت تتحدث عن شركة رحلات الصيد السويدية التي تعرض أفرادها للعنف في تونس للاشتباه في أنهم «قناصة « مثلما حاول البعض وصفهم في تونس،وببحثنا عن هذه الشركة السويدية التي تدعى  المؤسسة السويدية لرحلات الصيد Svenska jaktresor.
وهي شركة معروفة على مستوى العالم حيث يتنقل أعضاؤها من دولة إلى أخرى لممارسة هواية الصيد .وعبر الصفحة الرسمية لهذه الشركة على الفايسبوك نقرأ مثلا تعليقا لأحد أعضائها يقول بأنه سعيد بتشكيل حكومة جديدة في تونس مما يعني حسب قوله عودة الاستقرار إلى البلاد وربما أيضا عودته قريبا إلى تونس لممارسة صيد الخنازير .

صاحب التاكسي جريح ثورة

بحثنا عن صاحب التاكسي الذي تعرض للعنف بدوره وأصيب آنذاك بإصابات في كامل أنحاء جسده، وقد تبين لنا أنه وقع تسجيل إسمه ضمن جرحى الثورة وأنه فعلا تلقى 3ألاف دينارا حسب ماجاء في تقرير لجنة تقصي  الحقائق التي يرأسها الأستاذ توفيق بودربالة.

عبد اللطيف العبيدي